pregnancy
iklan banner

هل يُمكِن التغلُّب على مرض السَّرَطَان ؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ليس هناك مرض نخشاه من بين كل الأمراض التي تهددنا أكثر من مرض السرطان .
والحياة العصرية لها دور كبير بانتشار هذا المرض ، النظام الغذائي الجديد ، وعوامل أخرى مثل التلوث ، وأهمها التدخين ..
فالأشخاص المدخنين هم الأكثر تعرضاً للإصابة بسرطانات الرئة و المثانة و الكلية والبنكرياس لأن السيجارة تحتوي على مواد كثيرة مشجعة للسرطان .
فرغم الإحصاءات المروعة .. 

هل يمكن التغلب على مرض السرطان ؟؟

هناك تطور ملحوظ طرأ على معالجة السرطان .
هذا ما تؤكده الدراسات الحديثة ، والبداية دائماً ما تبدأ من الوقاية ،
مع ملاحظة تراجع حالات الإصابة بالسرطان يؤكد العلماء أن أشخاصاً كثيرون يستطيعون حالياً الشفاء من هذا المرض وذلك يعتمد على نوع السرطان ، مرحلة المرض ، العلاج ، والجهاز المناعي ، وأحيانا الرغبة في الحياة ، الإيمان والمعتقدات الدينية أيضاً تدعم الأمل والرغبة في الشفاء .

نسبة النجاة عادة ترتبط بالعرق أو الإثنية ؛ لأننا نملك على الأقل 50 ألف جينة وراثية ( jenes ) تحدد كل ميزاتنا الوراثية ، وإن تشكل ورم خبيث يعود إلى حصول خلل في بعض هذه الجينات ،
فالورم هو تكاثر عشوائي و غير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها .
ولكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث !

مجابهة أي مرض تكمن في الكشف المبكر عنه ، لذا دائماً ما ينصح الأطباء بأهمية الكشف الدوري ، مع بعض وسائل الوقاية البدائية لأنها وحتى الآن أفضل وسيلة للتغلب على هذا المرض الذي يثير المخاوف ، ولكن يمكن التغلب عليه .
وأكد العلماء أن الاهتمام بغذاء متوازن هو عامل أساسي لتلافي المرض ؛ بعض المواد الحافظة مثل النيتريت تتحول إلى مواد محفزة للسرطان ، وقد ربط العلماء بين سرطان المعدة وبين الأطعمة المحفوظة والمدخنة .

تناول الأطعمة عالية الدسم و الأطعمة عالية السعرات الحرارية يزيد من نسبة الإصابة بسرطان القولون ، لذا يُنصح بتناول بعض الأغذية التي لها مفعول جيد في علاج ومقاومة هذا المرض ، مثل الخضر والقمح والفاكهة الغنية بالألياف والتي تحمي مثلاً من سرطان القولون ..
تؤكد دراسات أخرى أن من يتناولون " الشاي الأخضر " تتراجع عندهم نسبة الإصابة بالسرطان ، وذلك لاحتواءه على مادة الكايين المقاومة للخلايا السرطانية ..

ومن بين النباتات النافعة في الوقاية من السرطان وعلاجه ، القرنبيط واللفت والصّويا والكتان والبصل والثوم وكل أنواع البقول والقهوة والزنجبيل والقرفة .
فلقد أثبتت هذه الدراسات وجود علاقة مباشرة بين استهلاك الفواكه والخضر " الورقية " وتراجع نسبة الإصابة بمرض السرطان .

كما أثبتت هذه الدراسات التجارب المخبرية التي قام بها الباحثون اليابانيون أنّ نسبة الإصابة بالسرطان تتراجع في المناطق التي يتناول فيها المواطنون كمّيات متوازنة من " الشاي الأخضر " والذي يحتوي على مادة الكاتيين " cation " التي تحارب الخلايا السرطانية ..

تلك الدراسات المؤكدة أنتجت منتجات كريمية فعالة للعلاج والوقاية من سرطان الجلد الأكثر شيوعاً ، وهو سرطان الجلد غير القتامي، مُصنعة خصيصاً من الشاي الأخضر .

*تعرف على السرطان :

السرطان هو مجموعه من الأمراض (أكثر من 100 مرض) تتشابه في بعض الخصائص فيما بينها وقد سميت بالسرطان لأن الأوعيه الدمويه المنتفخه حول الورم تشبه اطراف سرطان البحر
وهذا المرض أو هذه الأمراض تنتج عن خروج الخليه عن السيطره ، يحدث تغير في خلية ما يجعلها تخرج عن نظام التحكم الذي يتحكم في عمل الخليه كما في الخلايا السليمه.
يوجد أكثر من نظرية يعزى إليها سبب بداية السرطان في الجسم ،
لأولى تقول ان خطأ ما حدث في الحامض النووي عند الإنقسام وهو ما يسمى بحالة "التبدل" أو
mutation .

نسبة حدوث خطأ في الحامض النووي عند الإنقسام تزيد بتزايد التعرض لمسببات السرطان مثل القطران في دخان السجائر.
العديد من هذه الأخطاء بإختلاف مسبباتها تحدث في جسم الإنسان إلا أن جهاز المناعة في الجسم يتعرف عليها لإختلافها عن بقية الخلايا ويقوم بتدميرها.

احياناً يفشل جهاز المناعه بالتعرف على هذه الخلايا لتشابهها مع بقية الخلايا فتقوم بالإنقسام وتتسبب بوجود السرطان.

إحدى النظريات الحديثة تقول أن السبب هو وجود خلل جيني بسيط لا يمكن لجهاز المناعة من ملاحظته وذلك الخلل مع الوقت يتسبب بخروج الخلية عن السيطرة ومن ثم ظهور السرطان.
هذه النظريه تفسر ظهور بعض أنواع الأورام في أكثر من فرد من عائله واحده.،

مرض السرطان نادر جداً عند الأطفال ، وأطفال كثيرون يشفون منه ، لذا هناك من يحاول مساعدتهم بطرق أكثر فاعلية لأن معالجة السرطان طويلة ومعقدة بالنسبة لصغار السن .
تتعدد طرق المعالجة وقد تجري لهم العمليات لاستئصال الجزء المصاب ، مما يشعر الطفل بالضعف والمرض ، وقد يتساقط شعره مؤقتا ، لذا حتى لو كان بالإمكان السيطرة على المرض نفسه فإن الطفل الذي أصيب بالسرطان قد يشعر أنه مريض جداً وقد يؤثر ذلك على نفسية الطفل ، لذا ستكون هناك حاجة لعلاج إضافي .. مختلف !

هذا ما قامت به الأمريكية " باميلا أميديار" زوجة مؤسس الموقع الإلكتروني eBay بابتكار لعبة إلكترونية تنمي الوعي لدى الطفل في فهم ما يدور في جسده خلال معايشته لمراحل المرض وتعزز إقباله على تلقي العلاج ..

الفكرة قامت بتبنيها شركة HopeLab الرائدة في إنتاج التكنولوجيا في مجال الصحي للأطفال غير الربحية وقامت بتصميمها وبدأت بتجربتها مع الصغار ، ليفهموا أيضاً الآلية التي يتم فيها مكافحة المرض الخبيث .

تعد بادرة باميلا رؤية جديدة في مجال التكنولوجيا الطبية ذات نتائج مبهرة ، تتناسب مع عقول الصغار ، وإبقائهم مشغولين عن الأفكار السلبية ، تخبرهم تلك اللعبة أنكم ستجدون أن الأمور ليست سيئة كما كنتم تخيلون ! " . 
تشرح هذه اللعبة المفاهيم المتعلقة بالمرض بشكل تفصيلي ، و تتميز بدقة المعلومات البيولوجية .
هذه التقنية مع مرور الوقت أصبحت إحدى وسائل تشجيع الأطفال على تقبل العلاج حول العالم ، لم تتوقع حتى مبتكرتها أن تنتشر اللعبة إلى هذا الحد !
بالطبع تبقى نسبة الوفيات مرتفعة بسبب هذا المرض ، ولكن الذين خضعوا للعلاج ما زالوا على قيد الحياة ويعيشون على أمل الشفاء الكامل { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } .

*الدعم النفسي :

بمجرد العلم بالإصابة بمرض السرطان يصاب المريض بانتكاسةٍ نفسية عميقه.،!
و في هذه الحالة يحتاج منا المريض بجانب العلاج تخفيف الثقل النفسي و تهيئته للتفاعل مع العلاج ليعطي الصورة الإيجابية المطلوبة و حتى يكون نوعاً من التوازن العلاجي.،
العلاج النفسى يشمل :
*الدعم الاجتماعي :
كشفت نتائج الدراسات الحديثه عن التاثير الايجابى الفعال للمسانده والدعم الاجتماعى لمريضات السرطان, فالعلاج التدعيمى يحسن توافق المريض مع مرضه ويحسن مسار المرض ولكنه لا يطيل البقاء فى الحياه
*التخييل الموجه :
طوى التخييل الموجه على توليد صور عقليه مختلفه اما بواسطه الفرد نفسه او بتوجيه من المعالج باستخدام قدرات التصور , التخيل , واستثاره الافراد للصور , اما حسيه او وجدانيه
وهذه الصور تكون بصريا بهدف اثاره حاله نفسيه وفسيولوجيه من الاسترخاء مع بعض نتائج بعينها فى العقل(مثل التصور البصرى لجهاز الفرد المناعى الذى يهاجم انسجه السرطان وان يتخيل الشخص الشعور بالصحه والعافيه)
*التدريب الذاتي :
في احدى الدراسات الحديثه ان العلاج بالتدريب الذاتى لمرضى السرطان( والذى يستهدف تغيير العوامل النفسيه الاجتماعيه ذات الدلاله كعوامل خطره ) اظهر تغييرا ملحوظا فى شخصيات المرضى وسلوكهم ونقص عدد الوفيات مقارنه بمجموعه ضابطه وتشير هذه النتائج الى القيمه الوقائيه للعلاج النفسى الاجتماعي .
*مهارات المواجهه :
اثبتت الدراسات ان التدريب على مهارات المواجهه الايجابيه اظهرت انخفاضا دالا فى حالات المزاج السلبى لدى مرضى السرطان وتحسن فى الحاله الوجدانيه , والتواصل , ورضا فيما يتعلق بالعمل والانشطه الاجتماعيه ، والمظهر الجسمي .

* التنويم المغناطيسي والعلاج الجماعي :
ان استخدام التنويم المغناطيسي الذاتي فى العلاج يجعل المرضى اكثر قدره على التحكم فى الالم والضغط المرتبط بالمرض كما يؤدى الى تعزيز وتحسن الوظائف النفسيه الاجتماعيه.،
الضمير الإنساني " الجمعي " هو ما يدفعنا للأخذ بيد المصابين والتخفيف عمن يبحث عن الدعم في نضاله المتواصل ضد السرطان ..
و تعتبر هذا البادرة نادرة في مجتمعاتنا العربية بشكل خاص والتي تختلف عن منهجية الغرب في التعامل مع المرضى ..

مثال على ذلك ما تقوم به الجمعيات الأجنبية لدعم مرضى السرطان ، والتي تُعنى بالدعم النفسي من نشر مئات القصص التي تروي عن معناة من يقاسمون المرضى بحمل ذات المرض واسطاعوا الشفاء أو المعايشة معه بطرق أكثر تفائلاً عن غيرهم ..

تلك البادرة البسيطة تؤتي ثمارها ؛ فالعديد من المرضى يشعرون بتحسن وراحة عندما يتحدثون مع ناجين من السرطان ، مروا بما يعانون منه حالياً وأصبحوا يمارسون حياتهم الآن بشكل " طبيعي " .

كما لُوحظ تحسن سلوك المرضى وتعاملهم مع الآخرين عن ذي قبل مما ساعدهم على تقبل مراحل العلاج التي تخطاها غيرهم بنسبة نجاح أكبر .

تمنياتنا للجميعِ السلامة و العافية .،

إعداد :

الصديقة: ولاء كيال
جميلة الراشد
شكرا لتعليقك